يا معشر الحضارم .. أحشفاً وسوء كيلة ؟!

نحن اليوم نكاد نخسر أمر عظيم يغبطنا عليه الكثير ممن تعامل مع الحضارم ألا وهو الصيت الحسن والسمعة الطيبة ( الصدق والأمانة والمعاملة الحسنة ) التي ورثناها ممن سبقونا ، وما هو أشد خسارة أن نشوه صورتنا وننشر عنّا ما ينفر الناس منّا بأننا لسنا أهلاً لشيء سوى الحسد والبُغض .

ما يحدث من البعض هو جلد للذات بصورة مقززة وتعميم أعمى مجرد من العدل والإنصاف .
للاسف وبكثير من الحرقة نسمع كثيراً أن ( الحسد ) و ( البُغض ) هما السببين الرئيسين فيما هو حاصل للحضارم في أرضهم ومهجرهم .
هل هذا صحيح ؟؟؟!!! هذا هروب عن الواقع وتحليل بعيد عن الحقيقة .
نعم فينا من يحسد وفينا من يبغض وفينا مثل ما في شعوب الأرض جميعهم ، نحن لسنا شعب الله المختار ، ولكننا نشوه صورتنا بألسنتنا وكأن الحسد والبغض صفتان أو خصلتان ملازمتان للحضارم فقط ، ولن تجدها في غيرنا من شعوب الأرض .

نعم وألف ألف نعم حضرموت اليوم في أشد الحاجة لعودة أهلها جميعهم إلى مكارم الأخلاق من صدق وأمانة وحفظ حقوق الجار وتوقير الكبير والعطف على الصغير ، وحفظ الحقوق الخاصة والعامة . نحتاج جميعنا إلى العودة إلى الله عز وجل فنخافه وحده ونرجوه وحده ونتكل عليه وحده في أمورنا كلها . هذا ليس عندنا فقط بل في كثير من الشعوب الإسلامية والعربية .

حضرموت اليوم في حاجة ماسة إلى توعية شعبية وخاصة في جيل الشباب بأهمية الوطن والحفاظ على الهوية الوطنية الأصيلة وحفظ مقدرات وثروات هذا الوطن ، والوقوف في وجه كل فاسد من أدنى مرتبة وظيفية إلى أعلى مرتبة وظيفية ، لا فرق بين مسؤول فاسد وموظف فاسد ، جميعهم سواء في معاناة وبؤس الحضارم .
حضرموت اليوم في حاجة ماسة لقيادة شريفة نظيفة لم يُدنس تاريخها بالعمل مع بلاطجة اليمن بشطريه الشمالي والجنوبي ، ولم تبيع وتشتري في حقوق الحضارم وثرواتهم ، ولم تلعب نط الحبل من جهة إلى أخرى ، ولم تعش في وحل الفساد وتشبك أيديها بأيدي تجار الدم والفيد .

أكثر من نصف قرن من الزمان ، أجيال أعقبتها أجيال ، والحرب على الحضارم لازالت مستمرة بكل صورها . أكثر من نصف قرن لم يعرف فيه الوطن معنى الاستقرار ولم يعرف فيه المواطن معنى التقدم ، فلا أمن يحفظ الكرامة ولا أمان يسمح بالتعددية والحرية في حدودها المباحة ولا تنمية تساهم في التقدم والتطور .
للأسف وضع الحضارم من سيء إلى أسوأ ، والنفس الأمارة بالسوء تعلن حضورها وبقوة .
تهجير قسري ، غربة وشتات ، قتل وخطف ، نهب وسرقة وتقطع طرق ، ضيق عيش وفقر يقرع الأبواب ، شبه إنعدام للتكافل والتراحم ، جشع تجار ، تشرذم وتفكك وخلافات إنتمائية ، إدمان على شجرة الشيطان ( القات ) وإنتشار لأنواع كثيرة من المخدرات والمسكرات ، خضوع وخنوع للغريب ، سياسة عقيمة وإعلام مصالح .

إلى متى ؟ وإلى أين نحن ماضون ؟
لا بوادر أمل في إستقرار الوطن ، ولا في حياة هادئة ينعم بها المواطن .
لا حل إلا أن نرفع شعار حضرموت أولاً وأخراً ، قولاً وعملاً ، فلا تبعية لشمال اليمن أو جنوبه ، ولا قبول بالوصاية من الداخل أو الخارج ، لا تقديس للأشخاص أو المكونات أو الأحزاب ، ولا طاعة ولا إنصياع لمن لا يحافظ على ثروات ومقدرات الوطن وحقوق وكرامة المواطن .

كتبه .. مخلص عبدالله بانقيطه بلحمر ،،،