ماذا يريد الخليجيون من الحرب وماذا نريد؟!

بداية الحكاية أن الراقص على رؤوس الأفاعي علي عبد الله صالح الرئيس السابق لليمن قد سمح وشجع الشيخ السلفي مقبل على فتح معهد في صعده لتدريس وتفسير الحديث النبوي ويبدو أن ذلك قد تم مقابل مبلغ محترم من الشيخ بن لادن ، ولكن الراقص على رؤوس الأفاعي لم يترك للشيخ مقبل الحبل على الغارب كما يقال ، بل أتى ببدر الدين الحوثي وأوصله بإيران عن طريق السفارة بصنعاء ، وجعله يدرس مقابله الفكر الشيعي الأثنا عشري على أساس أنه فكر الزيدية ثم بعد ذلك صادم بينهما في لعبة قذرة أدت الى ابتزاز دول الخليج تحت مسمى محاربة القاعدة من جهة والفكر الشيعي من جهة أخرى ، وكان في حقيقة الأمر يدعم الطرفين حتى استفحل الأمر..
وخاض المخلوع عدة حروب ضد الحوثيين ، وفي كل حرب يوعز الى ضباطه في الجيش بالتسليم للحوثيين مع كامل أسلحتهم ويطلب التعويض من دول الخليج التي لم تبخل عليه ، وفي آخر حروبه قبل اجتياح صنعاء بلغت قوة الحوثيين من السلاح الثقيل 45 دابابة بحسب تقرير بريطاني بخلاف الأسلحة الأخرى ، من أين أتوا بكل هذه الأسلحة وهم فرقة مليشيا؟ إنها من سلاح الجيش اليمني ومن قوت الشعب والمساعدات الخليجية..
ولم تتدخل دول الخليج في اليمن باعتبار أن ذلك شأن يمني داخلي إلا بعد أن اجتاح الحوثيون صنعاء بمساعدة الراقص ، بل اليمن كلها ، وبعد أن افتتح الطيران اليمني 14 رحلة الى طهران في مقابل مثلها من طهران وأصبحت الأسلحة والذخائر والمساعدة المادية والعسكرية تصب صبا في مطار صنعاء ، حينئذ انكشفت لهم لعبة الراقص ، وأحست دول الخليج بالخطر الإيراني عن طريق وكلائه في اليمن الراقص والحوثي ، وكان لا بد من عاصفة الحزم لحماية أمنها ووجودها ، وحماية الشعب اليمني من الخطر الشيعي الذي يتهدد كيانه وعقيدته..
ومن هنا نتفهم أهداف تدخل دول الخليج في اليمن فقد أصبحت كياناتها وعقيدتها في خطر بسبب التمدد الشيعي الإيراني بواسطة الحوثي ومناصرة الراقص ، وكان لابد من التضحية بالنفس والنفيس من أجل درء هذا الخطر الذي تتعدى مطامعه وأهدافه اليمن الى دول الخليج وليس السعودية لوحدها ؛ لذلك كانت الحرب في اليمن ضرورة دفاعية ، وليس غزوا وطمعا في ثروة اليمن كما يدعي المروجون ، فما لدي دول الخليج من ثروات أضعاف أضعاف ما في اليمن ، ويبقى أهم هدف لهذه الحرب عند دول الخليج وهي ترتيب أوضاع اليمن على أسس ثابتة من العدل والاستقرار بحيث لا تجر الى حرب جديدة في المستقبل وهذا ما تسعى إليه في تقديري عندما تضع الحرب أوزارها..
وإذا كانت أهداف دول الخليج من الحرب واضحة ومشروعة ، فما هي أهدافنا نحن الحضارم منها؟ ، وماذا نريد من خلال هذه الفرصة المواتية التي إن فرطنا فيها قد لا تعود ولو بعد ألف عام؟
إن غربلة الدولة اليمنية وترتيب أوضاعها على أسس من الواقع والبناء المدني الذي يقوم على النظام والقانون والعدل من خلال تداول السلطة سيستغرق وقتا ، وسيحتاج الى الفكر ورؤى والى قوة تسند التنفيذ بحيث تقضي على المغامرات الطامعين المغامرين في المستقبل ، وعليه يجب أن يكون لنا دور بارز في ذلك وفي صناعة الدولة الاتحادية أو غيرها بحسب رؤية دول التحالف وبحيث لا نكون تبعا أو لقمة سائغة للآكلين ، ونبين للتحالف بأنا أصل ولسنا فرعا ، وأنا قوة ولسنا هوامش ، ولكن لن يتحقق ذلك إلا باتحادنا واتفاقنا والتفافنا وتماسكنا خلف قيادة رشيدة مخلصة لحضرموت ، فهل أنتم فاعلون؟ ربما!!

» ماذا نحن فاعلون ؟؟؟!
» حضرموت .... ماذا بعد
» ماذا ينقص الحضارم لإقامة دولتهم؟
» ماذا بعد قرارات مؤتمر حضرموت الجامع؟