أقزام يحاولون تقزيم حضرموت

‏كتب : مخلص عبدالله بلحمر

ألف ألف عﻻمة ( ؟ ) ومثلها ( ! )
على كل من يحاول تقزيم حضرموت وجعلها مجرد ملحق تابع لشمال اليمن أو جنوبه .

حقيقة
في الوقت الذي أتعجب فيه من تفكير البعض ، أنا أعتب عليهم نكرانهم للتضحيات المثبتة ﻷسﻻفهم في محاربة إلحاق حضرموت بشطر اليمن الجنوبي عن طريق القوة وإذﻻل من يعارض أو يستنكر ذلك الجرم المشهود .
نعلم جميعاً أنه ﻻ يوجد بيت أو بقعة في حضرموت إﻻ وطال أهلها العذاب من قبل ثلة من أبناء شطر اليمن الجنوبي وبمساعدة أوغاد من حضرموت ، إما باﻹعدام الفوري أو التعذيب والسحل في الشوارع وإما بالتأميم والمصادرة وتكميم اﻷفواه واﻹخفاء .
ونعلم جميعاً أنه حتى يومنا هذا يوجد رجال ونساء ﻻ يعلم أهلهم أين هم مع يقينهم أنهم قد تمت تصفيتهم من قبل عصابات الدم ، والشواهد كثيرة .
كما نعلم أيضاً أن بعض العقول قد أصابوها عمداً بالجنون بعد أن مارسوا على أصحابها أنواع العذاب الجسدي والقهري ، وربما بعضهم حي يرزق إلى يومنا هذا وشاهد على تلك الحقبة السوداء .
إن كل ما سبق وأكثر كان بسبب الدفاع عن اﻷرض والعرض ولو بكلمة . فهل أنتم ناكرون ؟!

طمس هوية حضرموت
وتزييف تاريخها وتغيير جغرافيتها كان أساس عملهم الجبان .
ثم بعد كل هذا يأتينا من يحاول جاهداً إعادتنا إلى حظيرة شطر اليمن الجنوبي الذي يعبث فيه حالياً أبناء الشرذمة الذين حكموه وحكموا حضرموت سابقاً بالحديد والنار .!

قال الشعراوي رحمه الله " إن لم تستطع قول الحق فﻻ تصفق للباطل "
ولﻷسف الشديد أصحابنا نراهم اليوم يدعمون الباطل ويطبلون له ويحسنون صورته في مجالسهم وفي منشوراتهم عبر وسائل التواصل الاجتماعي ، في حالة من اﻹنفصام والتيه الفكري أصابت الكثير وخاصة المثقفين واﻷدباء والشعراء منهم .
فنراهم يهرولون بطبولهم وأقﻻمهم وقصائدهم إلى أرض من أذاقوهم أصناف العذاب ، وسلبوا حقوقهم وحريتهم وكرامتهم في دعوتهم ﻹنفصال شطر اليمن الجنوبي عن الشطر الشمالي . بينما نجدهم صماً ، بكماً وعمياً في المطالبة بأرضهم وحقوقهم .
هل نسيتم ما حدث لمن قبلكم ؟!
أم ما عاد دمكم يثور ضد من إستباحه وأحله ؟!

سبق وأن قلنا أننا أمام فرصة إستعادة وطننا حضرموت ، وجعل حكمه في أهله دونما وصي أو شريك .
وسنعيد ما قلناه لعل وعسى من لم يعقل ويدرك ما يحاك حولنا أن يعود إليه عقله ويدرك ما يستطيع إدراكه من أرضه وحريته وكرامته قبل ضياع الفرصة التي لم تسنح للحضارم منذ كارثة 1967م .

كفتنا ترجح على كفتكم
إن تريدوننا أن نحتكم للتاريخ وشواهده فنحن الغالبون ، وإن تريدوننا نحتكم للجغرافيا وخرائطها فنحن أيضاً الغالبون .
إذن لماذا كل هذا الذل والهوان وتقزيم أنفسكم بالتبعية لشطر اليمن الجنوبي أو حتى شماله ؟! أو القناعة بإستقدام وصي علينا وعلى أرضنا من الخارج ؟!
أﻻ يوجد فينا من يستطيع إدارة وطننا سياسياً ، إقتصادياً ، ثقافياً ، ...... إلخ ؟!
إن كان جوابكم ( ﻻ ) ، فوالله خير لنا أن نسلم حكمها لحرائر حضرموت على أﻻ يحكمها أحد من خارج حدودنا .

إنها مصيبة أن تجد من أبناء وطنك من يحاربك ويستهزئ بك ويستصغرك ﻷنك تسعى ﻷستعادة أرضك وأرضه ، حقك وحقه ، حريتك وحريته ، كرامتك وكرامته وتأمين مستقبل أبناءك وأبناءه .!!!
وهنا سؤال بريء يفرض نفسه في وجه كل من يسعى لتقزيم حضرموت .. ماذا إستفادت حضرموت وأهلها من حكم شطر اليمن الجنوبي عليها ؟!
الحقيقة أن ﻻفائدة تذكر ، سوى لقلة من اﻷوغاد الحضارم الذين أعانوا الحثالة القادمين من خارج حدود حضرموت .
حتى اﻷمن الذي يتغنون به هو في حقيقته ذل وإنكسار وهوان للدرجة التي ﻻ يستطيع أحد أن يقول ( ﻻ ) ﻷصغر وأتفه شخص ينتمي لفكر الحزب الحاكم آنذاك ، أما من ثار دمه وقال( ﻻ ) فقد لقي حتفه أو أجبر على ترك وطنه وأهله .

إن كنتم ترون أن المطالبة بحضرموت وطناً مستقلاً فيه شيء من الجنون ، وأن تحقيقه صعب أو شبه مستحيل فﻻ تقبلوا بأقل من إقليم ذا حكم ذاتي سياسياً ، إقتصادياً ،ثقافياً ، .... إلخ في إطار دولة إتحادية متعددة اﻷقاليم - بغض النظر عن عدد اﻷقاليم - حتى إذا ما فشل هذا اﻹتحاد صار بإستطاعتكم رفع راية إستقﻻلكم بدولة ذات حكم سيادي ، ولن يلومكم أحد .

نعم لي أصدقاء من شطري اليمن وﻻ عيب في هذا ، وأعتز بصداقتهم ﻷنهم يحترمون رغبتي ومطالبتي بإستعادة وطني وحقوقي وسأظل كذلك ، ومن لم يحترمني فﻻ أهلاً وﻻ سهلاً به وبصداقته حتى وإن كان حضرميا .

إن أحرار وحرائر حضرموت لن يرضوا إﻻ أن يكون وطنهم تحت حكم أهله بعيداً عن يمننته شمالاً وجنوباً .
وﻻزال اﻷمل كبيراً لديهم أن ينضم لهم دعاة التبعية والوصاية وأصحاب اﻷقﻻم المتلونة ، ثم السعي معاً في طريق إستعادة الوطن والحقوق . أو يتركوهم وشانهم ، ﻻ يستنقصوا منهم وﻻ يعادوهم ، والله يفعل مايريد .

حضرموت بحضارتها وإرثها التاريخي وجغرافيتها وثرواتها واﻷهم من ذلك كله أهلها اﻷحرار بمختلف أعراقهم ومذاهبهم ، أعظم من أن تكون مجرد جائزة حظ - يانصيب - تعطى للرابح .
وأكبر من أن يتحكم فيها وفي أهلها شخص لم يأتي بإرادة أهلها وإختيارهم ، هو في اﻷساس خادم عندهم يسعى في تأمين حاجاتهم ومتطلباتهم .

حضرموت للحضارم وكفى .

وسيبقو اقزاما استاذي الكريم 
وحضرموت دولة قادمة لا محالة