ماذا ينقص الحضارم لإقامة دولتهم؟

إن قيام أي دولة يستند الى ثلاثة مرتكزات أساسية هي:
1ـ المال
 2ـالثقافة
  3ـ الفكر السياسي
وأول دولة قامت للإسلام في المدينة المنورة أستندت على هذه المرتكزات :
المال: الغنائم ، الصدقات ، الزكوات
الثقافة : القرآن خطاب الرسول الديني
الفكر السياسي : محاورة اليهود والمشركين ، صلح الحديبية ، صفح الرسول عن قريش في فتح مكة ، اعطاء المؤلفة قلوبهم في مواطن كثيرة
وإذا نظرنا في هذه المرتكزات فإن الحضارم لا ينقصهم شيئا منها ، فلديهم وفرة في المال في الداخل والخارج ، ففي الداخل لديهم ثروات كثيرة ومتنوعة ، ففي حضرموت النفط والغاز والثروة السمكية والمياة الجوفية والأراضي الزراعية ، حكى لي رجل كبير السن في صالون بقشان في الثمانينات من القرن الماضي حكاية طريفة وغريبة قال: (أثناء الحرب العالمية الثانية جاء وفد من بريطانيا وطافوا حول الساحل الشرقي وأخذوا أكياس من التربة ، سألناهم لماذا ، قالوا : إذا طالت الحرب بريطانيا ستأكل من هذه المنطقة) أضف الى ذلك المناطق السياحية في جزيرة سقطرى والشواطئ الواسعة والقرى العجيبة في وادي دوعن وشبام وغيرها ... وغيرها ..
وبالنسبة للعلم والثقافة ، فحضرموت منذ القدم لديها معاهدللعلم في سيئون وتريم وغيل باوزير ، ورما أول من عرف التعليم الأساسي في الجزيرة العربية ، فالدرسة المتوسطة في غيل باوزير عام 1944 ، وكان من الطبيعي أن يسبقها التعليم الابتدائي ، ففي المكلا مدرسة أولاد البادية في حي الديس ، والمدسة الشرقية والغربية في كل من المكلا والشحر ، وكذلك في الغيل ، وهم اليوم لديهم مثقفون كثر في الداخل والخارج ، وبعثات دراسية في شتى التخصصات..
وفي السياسة لهم باعهم في القديم والحديث فمن ينكر السيد/أحمد السقاف وزير الخارجية للملكة العربية السعودية ، ومن ينكر الشيخ/ عبدالله عمر بلخير ، ومن ينكر رجالات الحضارم الذين كانوا متصلين بمراكز القرار في الدولة السعودية ، بقشان ، بن محفوظ ، بن لاذن ....الخ ، واليوم هناك رجال سياسة في المملكة والخليج مرموقين..
أما في الداخل ، فهناك الكثير ممن مارسوا السياسة سواء أكان على أيام الحزب الاشتراكي ، أو في عهد الوحدة ولهم تجارب وخبرات إدارية وسياسية يستطيعون من خلالها إدارة أكبر دولة ..
إذن ما الذي ينقصهم من قيام دولتهم وإدارتها ؟!
ينقصهم أولا :الاتفاق حول قيام كيان سياسي بقيادة حكيمة والالتفاف حولها ، ومساندتها بالتأييد وعدم الاختلاف والصراع على أمر غير موجود وتريد إيجاده علام نختلف الآن ونتشاتم ونخون بعضنا على أرض لازالت محتلة من الجنوب والشمال اليمن والأطماع تحدق بها من كل جانب؟!
ثانيا : الثقة ، فلا أحد يثق بأخيه حتى وكلنا شكوك من الآخر ، فهذه القيادي من القبيلة الفلانية وقد تتسلط علينا ، وتلك الجماعة حزبية وقد تقصينا ، وهذه الطائفة لها أجندتها ومآرب  أخرى وهلم جرا ، لماذا لانختار قيادة مؤهلة ونثق فيها؟!
ثالثا : السلبية ، وما أدراك ماالسلبية التي عرف بها الحضارم منذ القدم وأدت الى فرض حكام عليهم من الخارج عبر العصور وهم شتى ، فمتى يتخلصون من هذا الداء ويفيقون ، ويكون لهم وطن يسهرون على حمايته وتطويره وتنميته ،  وفخرون بالانتماء اليه بالفعل والعمل وليس بالكللام   متى   ؟  متى ؟  متى؟