المؤامرة على حضرموت

في أوائل الستينيات  بدأت حضرموت تستقر بعد حوادث عدة حدثت بين الدولة والقبائل ، من حرب نقاب باخميس الى المدحر ، وبدأ البدو يتخلون عن الإبل ويشترون الشاحنات لنقل البضائع من المكلا والشحر الى مدن الداخل ، وأخذت البلاد تنمو في ظل هذا الاستقرار ، وقد عاد بعض التجار الحضارم من مهجرهم من أمثال الشيخ عبدالله بن لادن الذي قام بمشروع مياه الرباط من وادي قرهن ، وبنى ثلاث عمائر في ديس المكلا لازالت قائمة شاهدة على نياته ، وكانت ملاصقة لمزرعة إشتراها أيضا ، واستقر فيها ، كما ابتنى دارا الشيخ أحمد محمد بارشيد في الديس وكان يفكر في العودة والاستقرار أيضا ، كما خرج الشيخ أحمد سعيد بقشان ، وربما كان يمهد هو أيضا للعودة ، وكانت نكبت السواحل من شرق أفريقيا وفر بعض الحضارم بأموالهم الى المكلا ، وبدأوا بعض المشاريع الصغيرة ، ونشطت الصحافة ، وقام على حسها نشاط ووعيي وسياسي دون ركائز وأسس تعليمية أو ثقافية قوية تميز الخبيث من الطيب..
ويبدو أن عدن غارت من ذلك التحرك والنمو أو قل خافت من أن تتطور الأمور وتسحب المكلا البساط من تحتها فأرسلت بعض السماسرة الثوريين الأذكياء ليصطادوا بعض أنصاف المتعلمين ممن دفعهم الغرور وحب الظهور ، وممن يشعرون بالنقص والقصور في شخصياتهم الى وضع أيديهم في أيدي هؤلاء السماسرة ، وكونوا تنظيما سريا باسم الجبهة القومية في الداخل ، كما كونوا خلاياء وحلقات في الكويت والسعودية ، واشتغل عملاء المخابرات البريطانية في هذا الموضوع حتى أقنعوا بريطانيا التي وعدت بأن تعطي حضرموت استقلالها في عام 1968 بأن تتراجع عن هذا الوعد وتخلفه ، وتسلم البلاد للجبهة القومية ، وأهملت حضرموت وهمشت بعد ذلك في ظل الحكم الاشتراكي الشمولي ، وكان نصيبها الدمار وتشريد رجالها وكفاءاتها ، ودار صراع رهيب في عدن على السلطة ونال عدن نصيبها من الدمار جراء ذلك ، فبعد أن كان يطلق عليها الإنجليز هاف لندن أصبحت هاف أبين ..
وبعد أن فشل الرفاق في إدارة البلاد رموا بها في أحضان لصوص صنعاء ومن نقرة الى دحديرة ، وقدم اللصوص الجياع الى حضرموت ، ونهبوا ثرواتها وباعوا أراضيها وقتلوا أبطالها ، وأفقروا أهلها وشردوا من بقي الى دول الخليج ولا زال العرض مستمرا ، والمؤامرة مستمرة ، وآخر ذلك مؤتمر(أوج) الذي يسعى للالتفاف على صحوة الحضارم ولم تعدمه الحيلة ، فكما وجدت الجبهة القومية ضعاف نفوس وسماسرة وجد حراك أوج ضعاف نفوس وسماسرة جدد وهذه المرة مكشوفين ومسؤولين أيضا وسمحوا له بعقد مؤتمره ، بل وساندوه وسوقوا برامجه وحموه ، وتلك مهمة السماسرة التي لاتهمهم الأرض بقدر ما يهمهم القرض ، وعلى حضرموت العوض في بعض أبنائها ، وإذا لم يتحرك البعض الآخر سيصبحون أيتاما على مائدة اللئام ، فهل يصحون من المنام؟؟!!

مقال اكثر من رائع .سلمت اناملك