تغيير التركيبة الثقافية

كثيرون ممن ينادون بانضمام حضرموت الى الجنوب اليمني كانوا في الحزب الاشتراكي ، ودرسوا في الاتحاد السيوفيتي سابقا ، وسواءأكانوا من كوادر الحزب الأساسية أو الثانوية أو من خارجه ، فقد بعثوا الى معاهد في الاتحاد السيوفيتي كانت تدرس الفكر الماركسي الاشتراكي الشيوعي ، وتحشو أدمغة المبتعثين بأفكار خبيثة ظاهرها الرحمة وباطنها العذاب ، ناهيك عن جامعة الصداقة التي لا تعلم علما ، وإنما تفرخ كوادر حزبية ماركسية شيوعية اشتراكية تؤمن بالأممية.. وقد حكى لي محمد على هيثم رئيس وزراء (الجمهورية اليمنية الديموقراطية الشعبية) الأسبق توضح ما تدرسه هذه المعاهد عندما التقيت به صدفة في منزل أحد الأصدقاء في جدة في أوائل الثمانينيات من القرن الماضي..
قال: ذهبت في دورة تثقيقية حزبية الى الاتحاد السيوفيتي سابقا في أحد المعاهد المخصصة لذلك في موسكو ، وخلال جلسة استراحة مع مدير المعهد الذي أدرس فيه ، سألت مدير المعهد: لماذا أنتم والغرب ضدنا ولم تتركوا لنا فرصة للتنفس والتطور والحاق بكم في موكب الحضارة الحديثة ، فأجابني بكل برود لأنكم أصحاب فكر وثقافة ونحن والغرب نخشى فكركم وثقافتكم إذا تطورتوا..
ومن هذه الحكاية البسيطة نفهم أن الذين ذهبوا الى معاهد وجامعات الاتحاد السيوفيتي السابق لم يذهبوا لتلقي علما يفيد أمتهم ، وإنما تلقوا فكرا وثقافة خاصة وغسل أدمغة وحشو عقول فارغة بأفكار أممية هدامة ، وأصبح من الصعب التخلص اليوم منها حتى ولو صلوا وصاموا..
وإزاء ذلك لا بد أولا من تنظيف عقولهم من الأوساخ التي علقت بها ، ونزع الفكرالأممي من أدمغتهم ، وتغيير تركيبتهم الثقافية بثقافة حضرمية عربية نظيفة تعرفهم بتاريخ حضرموت وحضارته وفكره العربي المتجذر في أعماق التاريخ ، ومع أن الأمر صعب ، ولكنه ليس مستحيلا