بين الحقائق والواقع ، حق حضرموت ضائع

كتب : مخلص عبدالله بانقيطه بلحمر

حينما إحتل اليمن الجنوبي حضرموت ، سعى بكل قواه لطمس هويتها وتاريخها ، وتغيير جغرافية الأرض الحضرمية .
وماهو أشد ضرراً مما سبق ، أن جميع القيادات التي تسلطت على حضرموت قد أذاقت الحضارم شتى أنواع العذاب ونكلت بهم وشردتهم وهجرتهم وغيبت الكثير منهم .
كل ذلك لم تكن قيادات الحرب ومرتزقتهم القادمين من اليمن الجنوبي هم المسؤولين عنه فقط ، بل للأسف التام ، فقد تم بتأييد ودعم وتنفيذ جرذانهم وكلابهم من سفهاء وعرابدة حضرموت .
وظلت حضرموت تعاني كما يعاني أهلها في الداخل والخارج إلى أن سُلمت إلى محتل جديد ، قادم هذه المره من شطر اليمن الآخر - اليمن الشمالي - .
لم يتغير شيء ، إستمرت معاناة حضرموت وأهلها ، نعم لم يتغير شيء سوى وجوه من تسلطوا ونفذوا أوامر قيادات النهب والفيد .

ثم ماذا ؟
مؤخراً إستلم السلطة حضارم ، هي سلطة مدعومة دولياً من دول التحالف ، وبالطبع دول التحالف لم تأتِ حباً في سواد عيون الحضارم ، بل لها أطماعها التي تريد الوصول لها .
الإمارات كشرت عن أنيابها وكشفت شيطنتها من خلال دور المحتل الذي تلعبه علانية دون خجل .
لكن ما يهمني هم الخُشب المسندة على كراسي السلطه ، المحافظ فرج البحسني ، الوكيل أول عمرو بن حبريش ، الوكيل الثاني عصام الكثيري .
هنا إختلافي ليس لأشخاصهم ، وإنما كونهم في محل مسؤولية ، ومن لم يستطع القيام بالمهام الموكلة له فلا خير يُرجى من بقاءه على كرسي السلطه .
جميعهم أخذوا من الوقت ما يكفيهم للحكم على عملهم والنتيجة فشل مع مرتبة الخزي .
نعم فشلوا تماماً كما فشل مؤتمر حضرموت الجامع وحلف قبائل حضرموت .
لقد ساهموا وبقوة في الإنطباع السائد اليوم بين الحضارم وغيرهم بأن حضرموت مقسمة إلى ساحل ووادي وصحراء وهضبه ، فشلوا في حفظ الأمن على كافة الأرض الحضرمية ، فشلوا في تقديم الخدمات الضرورية ، فشلوا في تحرير مطار الريان من قبضة الإمارات ، فشلوا في تحرير منفذ الوديعة من قبضة مرتزقة علي محسن وأتباعه ، فشلوا في تحرير المسيلة وضبه من الإدارة اليمنية وأذنابها لتعود الفائدة على الشعب الحضرمي والأرض الحضرمية ، فشلوا حتى في فرض السيطرة الإدارية والأمنية على السجون ، وغير ذلك الكثير ..

بإختصار حضرموت لازالت محتلة من قوى الشر في اليمن الشمالي والجنوبي ، فعلياً على أرض الواقع ، وإدارياً عبر أتباعهم وأذنابهم .

لا عجب فيما سبق وفيما هو أسوأ مما ذلك ، إذا كان المحافظ وهو يمثل أعلى سلطة في حضرموت لا يملك القرار في وضع أو رفع قطعة قماش على المبنى الذي يداوم فيه ، فكيف له إدارة بلاد شاسعة - حضرموت - وموارد مختلفه يسيل لها لعاب قيادات النهب والفيد في شطري اليمن شمالاً وجنوباً ؟!!!

إن من يُطبل لهولاء فلا تهمه حضرموت ولا يعنيه أهلها .
نعم نحن نفرح بتولي الحضارم زمام الأمور لشؤون أرضهم وأهلهم ، وهذا ما يجب أن يكون ، لكن إما أن يكون المرء على قدر المسؤولية التي على عاتقه وإما يترك المجال لم هو أشجع وأكفئ منه والذي يجعل مصلحة حضرموت وأهلها قبل أي شيء وفوق كل شيء .

إلى الآن لم يستلم مقاليد الحكم في حضرموت من نستطيع أن نقول بأنه القوي الأمين .

للمطبلين والمصفقين .. بماذا نفع المحافظ ووكلاءه حضرموت وأهلها ؟!
ويبدو أن حضرموت تخلصت من الحزب الواحد ، ليأتي دور القبيلة الواحده .

لأتباع اليمن شمالاً أو جنوباً .. ما الذي يضركم في إستقلال حضرموت عمن تتبعونهم ؟! هل يخفى عنكم ما فعلوه بأرضكم وأهلكم طوال أكثر من خمسين سنه ؟! هل هو الضعف الجاثم على قلوبكم ؟! أم هو الذل والهوان الذي يكسيكم ؟!

أما عن الأسماء الحضرمية السابقة التي تسلمت مقاليد الحكم في فترات سابقة منذ نكبة 1967م ومروراً بنكبة 1990م فلم يكن بينها إسم واحد يستاهل أن أتمنى عودته أو حتى أترحم على عهده . جميعهم مجرد أراجوزات بيد أسيادهم في شمال اليمن أو جنوبه ، خداماً تحت أرجلهم ، ومرتزقة بإمتياز .

يعلم الله أنني أتألم لحال البسطاء والضعفاء في اليمن بشطريه الشمالي والجنوبي ، وأرجو لهم حياة أفضل ، كما أرجو الهلاك العاجل لقيادات الشر هناك ولأذنابهم في حضرموت .