لا تذلوا حضرموت

كتب : مخلص عبدالله بلحمر ،،،

يا معشر الحضارم ..
حضرموت وطن عزيز فلا تذلوه بأفعالكم .

حقائق يجب أن نقف عندها بصراحة تامة مجردة من أي مجاملة ، حتى وإن أغضبت وأزعجت البعض .
لم أرَ أو أسمع بشعب يهوى ويعشق الذل والهوان مثلنا نحن الحضارم ، لماذا ؟ أرجوك أكمل القراءة وستجد الجواب .

لدينا وطن متنوع التضاريس والمناخ ، فيه من الثروات ما الله به عليم ومتعددة المصادر ، على سطح الارض وفي باطنها وفي بحره ، مساحة شاسعة تساوي مساحة عدة دول مجتمعة ، فيه موانئ تتمناها أي دولة أخرى والأهم من هذا وذاك لدينا من العقول والهمم ماهي كفيلة بإذن الله للنهوض بوطننا وتنميته وجعله في مصاف الدول التي يُشار لها بالبنان في مختلف شؤون الحياة .
العجيب أننا مع كل ذلك يوجد بيننا من إخوتنا من يصر على أن يقزم وطننا ويرخصه ويجعله مجرد قطعة نرد ( زهر ) بيد لاعبين من خارج الحدود .
للأسف الشديد عقول ترعرعت في كنف التبعية المُهينة ، ونفوس ألِفت الذل والإنكسار ، وتنفيذ الأوامر بطواعية متجردة من أدنى تفكير عن ماهية هذه الأوامر وما فائدتها من عواقبها .

منذ 1967م عندما سلمت بريطانيا حضرموت للجبهة القومية ونكثت بجميع المعاهدات والإتفاقيات ، وحضرموت تعيش في مستنقع الذل والمهانة بسبب بعض أبنائها أولاً ثم بسبب تجار الحروب القادمين من اليمن - شمالاً وجنوباً - .
حتى أنها سِيقت - أي حضرموت - في عام 1990م إلى مستنقع آخر لا يختلف تماماً عن سابقه إلا في مسماه السياسي كما تُساق البهيمة إلى حيث تذبح . كل ذلك حدث دون أي إعتبار لأهلها ولا حتى أخذ رأيهم .
ذلك أن القيادات اليمنية - شمالاً وجنوباً - ينظرون للحضارم على أنهم أشبه بالقاصر السفيه الذي لا يستطيع تدبير أمره ولا يعرف أين تكمن مصلحته فإستوجب الأمر وجود شخص أكبر وأفهم منه يكن وصي عليه .
ومن يقول أن رئيس اليمن الجنوبي - سابقاً - الذي رمى بحضرموت في مستنقع اليمن الشمالي - سابقاً - كان حضرمي الهويه ، فنقول له صدقت لكنه حزبي المعتقد ولذلك غلب هواه هويته .
أضاع حقوقنا وأضاع أرضنا التي هي عرضنا هو ومن كانوا معه ، كما فعلوا ذلك من سبقوهم وسيفعل ذلك مجدداً من يسيرون على نهجهم في وقتنا الحالي .

إن من نسي أو تناسى الجرائم البشعة التي إرتكبتها قيادات شطر اليمن الجنوبي ، نقول له إن الخَرف لم يصب ذاكرتنا بعد ، وإن الشواهد على جرائمهم كثيرة والتاريخ لا ينسَ ، فصفحاته السوداء التي خطتها دماء الأبرياء لم يستطع أحد تمزيقها لتبقى شاهدة عليهم مدى الحياة .
والأمر نفسه ينطبق على جرائم قيادات شطر اليمن الشمالي .
ولأجل كل ذلك وأكثر نحن نرفض وبعالي الصوت يمننة وطننا سواءً مع أحدهما أو مع كليهما . مبدأ لن نحيد عنه ما حيينا .

ما نعانيه فعلاً هو الفكر المتجذر في عقول إخوتنا الحضارم بأن حضرموت لا شيء وسوف تدخل في حرب أهلية بدون يمننتها - شمالاً وجنوباً - .
ليت أنهم يتركوننا وشأننا ويكفوا أذاهم عننا . بل وصل الأمر إلى أبعد من ذلك حين أصروا أن يكونوا أدوات بيد القيادات اليمنية - شمالاً وجنوباً - للنيل منّا نحن إخوتهم الحضارم ومحاولات قهرنا ونحن نسعى إلى رفعة وطننا والنأي به بعيداً عن سياسة الصراعات اليمنية اليمنية القبلية والمناطقية والمذهبية والحزبية والعِرقيه .
بعضهم يفعل ذلك بقصد والبعض الآخر يفعله عن جهل .

يقولون لا يمكن لحضرموت أن تستقر وهي مستقلة لأن قلوب أهلها مليئة بالحقد والحسد على بعضهم البعض .
ونقول عجيب ، وهل قلوب القيادات اليمنية مليئة بالحب وهم الذين قتلوا وهجروا وشردوا أهلنا ؟ .
يقولون إتحاد اليمن ووحدته يدخل في قول الله تعالى ( واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا واذكروا نعمة الله عليكم إذ كنتم أعداء فألف بين قلوبكم فأصبحتم بنعمته إخوانا ) ، ومن جهة أخرى هو إتحاد قومي عروبي .
ونقول أبداً لم تكن يوماً قلوبنا مؤلفة ولم نكن إخوة ، وذلك أن الوحدة لم تكن لله ولا من أجل القومية العربية بل للنهب والسيطرة .
يقولون إننا في الجنوب العربي - مثلما يسمونه - كنّا دولة قبل أن تكون الوحدة وقد إنظلمنا ونريد إستعادة دولتنا .
ونقول بل نحن من كنّا دولة إسمها حضرموت ونحن من إنظلم منكم وبسببكم مرتين ، وأنتم الجزء الجنوبي من اليمن والأكيد أن لكل جنوب هناك شمال يكمله .
يقولون إنتظروا أتركونا الآن نوحد صفنا ضد شمال اليمن حتى ننفصل وبعدها ستكون دولتنا رأسمالية من إقليمين ولكم حكم أنفسكم وإذا ما نجحنا إنفصلوا حينها .
ونقول حكمتونا أكثر من ثلاثة عقود لم تكونوا يوماً تهتمون لأمرنا ، ثم من يضمن لنا أنكم لن تنقلبوا علينا فلا نعلم لكم عهد ولا ميثاق .
لماذا عندما نطالب بإستقلال أرضنا حضرموت عن اليمن - شمالاً وجنوباً - تشتموننا وتنعتوننا بأننا صوماليين وهنود ، وواحد يقول أننا شيوعيين وآخر يقول أننا أحمريين ؟! .
حتى حين يدّعي أحد الطرفين حرصه على حضرموت فهو يحاول كسب الصوت الحضرمي وإقصاء الطرف الآخر كي يسيطر على بلادنا لوحده دون منافس ، وليس حباً فينا وفي أرضنا .
قلت سابقاً " لولا أننا إفترشنا الإتكالية ، وتوسدنا السلمية السلبية ، وتلحفنا الإنهزامية لما تجرأوا علينا " .
الآن نحن من سيقول كلمته وما عليكم إلا الإستماع لنا . إن ما تقولونه أضغاث أحلام أو هي أحلام اليقضة ، بل هي أوهام . نحن من نقرر مصيرنا ، ونحن من نحدد مسارنا والكلمة ستكون في الأخير لنا لأننا على حق ولا نريد ظلماً بأحد وأعيننا على حقنا لا على حق غيرنا .

يعلم الله أننا نحبكم يا إخوتنا الحضارم ، ونعلم أن بعضكم يعادينا عن جهل ونرجو لكم الخير والصلاح ، فجميعنا حضارم ننتمي لأرض النبوات والحضارات حضرموت . كما يعلم الله أننا نرجو الخير والصلاح لكل الأبرياء في اليمن - شمالاً وجنوباً - تماماً كما نرجوه لأنفسنا .

سلمت اناملك يامخلص وانت مخلص فعلا وقولا