عزوا أنفسكم يا حضارم

كتب: مخلص عبدالله بلحمر ،،،

إلى طالبي العزة والكرامة الحضارم من
رجال دين ،
رجال سياسه ،
رجال مال وأعمال ،
ومثقفون وأدباء ..

إن الفرص ﻻ تتكرر وهي تميل نحو من يسعى ﻹنتهازها ، ولتعلموا أن حضرموت أمانة في أعناقكم ، وعليكم واجب تجاه حضرموت والحضارم عموماً كلن منكم حسب صفته اﻹجتماعية وموقعه ، وإن من أهم الواجابات التي يجب اﻹسراع في القيام بها على الوجه المأمول هو توعية الحضارم بحقهم في إستعادة وطنهم .

ﻻ يخفاكم ما مرت به حضرموت من تهميش ﻷهلها وموقعها ونهب لخيراتها منذ نكبة 1967م ومروراً بنكبة 1990م وحتى يومنا هذا ، إننا اليوم أمام فرصة عظيمة ومفترق طرق يحتاج ﻹرادة شجاعة وعزيمة صلبة وقرار ﻻ رجعة عنه يتمثل في إستعادة دولة حضرموت ﻷهلها بعيداً عن التبعية ﻷي طرف أو ﻷي جهة .

إن الصوت الحضرمي المطالب بإستعادة وطنه لم يكن وليد اليوم أو اﻷمس القريب ، بل كان منذ سنين طويلة ولوﻻ صمتكم وإنكساركم لسمعه القاصي والداني .
اليوم صوت الحضارم يقرع أجراس الحرية في كل مكان نتيجة إزدياد الوعي في أوساط العامة ، لكن ﻻ غنى له عن وقفتكم الجادة بجانبه .
وإن فخ " السلمية السلبية " الذي نصبه لنا أعداءنا كي يمارسوا عنتريتهم البغيضة علينا ويجعلونا تحت سيطرتهم وتصرفهم والذي ﻻزال الكثير منا قابع تحت وطأته ﻻبد من أن يأتي يوم نتخلص منه فﻻ تستهينوا برجال حضرموت قاطبة وإعتمدوا عليهم بعد الله في تحقيق المراد .

إن ما يحدث في شمال اليمن وجنوبه ﻻ يعنينا بقدر ما تعنينا حضرموت وأهلها وإن كنا نأسى لحال اﻷبرياء هناك .
سنوات مضت لم ينظروا لحال حضرموت وأهلها بعين العدل واﻹنصاف فﻻ تنتظروا منا اليوم أن نشفق لحالهم ، ولن نقبل منكم أي تهاون في قضيتنا بسبب نظرة إشفاق عليهم أو لمجرد حسابات سياسية وشخصيه .

ثم إحذروا أن يغركم حديث الحضارم ممن إنطووا تحت لواء التبعية والمصلحة الشخصية سواء كانوا مع شمال اليمن أو مع جنوبه حتى وإن كانوا في مناصب قيادية هناك ، وﻻ يغركم الحديث المعسول للمثقفين من شمال اليمن وجنوبه عن حضرموت وأهلها فإنهم بذلك يسعون وراء مصالحهم فقط ، وعليه فإنه من الضروري اليوم أن نكون أنانيين في تفكيرنا وأن نضع مصلحتنا المتمثلة في إستعادة دولتنا حضرموت فوق كل إعتبار وقبل أي شيء آخر .

ثم إن كان جنوب اليمن يطالب في كل مكان بفك اﻹرتباط عن الشمال نتيجة نكبة حلت عليهم وعلينا في العام 1990م ، فلماذا نصمت نحن الحضارم عن حقنا في إستعادة دولتنا وقضيتنا معهم منذ نكبة العام 1967م ، علماً أننا نملك اﻷدلة التاريخية ويعلم الجميع أن الحقوق ﻻ تسقط بالتقادم .
وإن خيار إقليم حضرموت ضمن إطار دولة اليمن اﻹتحادية لهو أمر مرفوض إﻻ إن كنا سنعتبره خطوة ﻻبد منها في سبيل الوصول نحو الهدف اﻷهم وهو إستعادة دولة حضرموت .

إننا اليوم ﻻ نقبل الصمت والتهاون منكم ، والمسؤولية على عاتقكم هي اليوم أكبر من أي وقت مضى ، ومن يخذلنا منكم يضع نفسه في دائرة الخيانة .
وإحذفوا من قاموسكم مصطلحات الضعف واﻹنكسار ( ما حولي ) ، ( مالي دخل ) ، ( ما سيبي ) و ( من تزوج أمنا فهو عمنا ) فإنها والله تجعلكم في موضع الجبان الذليل الذي ﻻ يقيم له اﻵخرين وزناً وﻻ قيمة .

إن حضرموت اليوم تستعيد شيئاً من سمعتها الطيبه وهي تحت حماية جيش النخبة الحضرمي وبدعم إماراتي وسعودي ﻻ ينكره إﻻ جاحد حاقد ، فما بالكم لو إستعدنا وطناً سمعة أهله يحلف بها ويشهد لها القاصي والداني .

أخيراً وليس آخراً .. نقول لكم إننا حزمنا أمرنا وعزمنا على إستعادة حقنا فإن كنتم ستنتظرون حتى نهاية الوضع الحالي بين شمال اليمن وجنوبه ، أو ستنتظرون غيركم يأتي ليخلصكم مما أنتم ونحن فيه فالحقيقة أنكم ﻻ تنتظرون إﻻ شكل جديد من التبعية لن تضيف لكم إﻻ مزيداً من الذل والهوان وهذا ما نرفضه جملة وتفصيلا .
إننا ﻻ نقول لكم هذا لتحملوا السﻻح ولكن نريد منكم وقفة صدق مع حضرموت وأهلها وأنتم أهل الفكر والقلم .

مقال رائع